كلمات في تاريخ المسرح الليبي

كلمات في تاريخ المسرح الليبي
عمر المسرح في ليبيا حديث إذ أنه لا يتجاوز الأربع و تسعون عاما ًتقريباً و ذلك حسب توفر أقدم وثيقة تاريخية حول الموضوع بدار المحفوظات التاريخية بالسرايا الحمراء طرابلس و هي عبارة عن رسالة تحمل في طياتها خبراً مفاده أن مسرحية قد عرضت عنوانها " شهداء الحرية لمدينة طرابلس 1908 و قد حضرها عدد لا بأس به قياساً بمستوى الوعي الفني و الأدبي في تلك الفترة .
الجدير بالذكر أن هذه المسرحية قد صرف دخلها للعمال المضربين في ميناء طرابلس احتجاجاً على وصول باخرة أوروبية ، رأى عمال الميناء في وجودها مساساً بسيادة البلاد و يروى أن كاتب هذه المسرحية هو " قدري معروف المحامي " .
و بعد هذه الفترة لم تعثر على أي حدث مسرحي شهدته البلاد إلا في عام 1935 حيث كون " محمد عبد الهادي " فرقة مسرحية في مدينة درنة ثم جاء بها إلى مدينة طرابلس حيث قدّم فاصل فكاهي بعنوان (( أتزوج و لو شنقوني )) و قد لاقت الفرقة ترحاباً كبيراً و إقبالاً من قبل الجماهير الليبية في تلك الفترة .
أما مسرح البولتيام فهو أول مسرح أقيم في العهد الإيطالي و مكانه سوق الترك بطرابلس و كانت الفرقة التي تمثل عليه فرقة إيطالية تابعة لجماعة "" ما بعد العمل "" .
ثم استغل هذا المسرح من قبل مجموعة من الفرق المسرحية العربية مثل – فرقة الشيخ سلامة حجازي المصرية و فرقة – جورج أبيض – و فرقة يوسف وهبي – و فرقة مكتب الفنون و الصنائع بمدينة طرابلس التي قدمت رواية (( وديعة الحاج فيروز الخرساني )) ، و كذلك فاصلاً فكاهياً بعنوان البخيل .
قد حاول الإيطاليين إستغلال المسرح لصالحهم إلا أنهم فشلو في ذلك لأن المشرفين
على المسرح من العرب الليبيين وقفوا أمام أطماع الإستعمار بالمرصاد و قدمت الفرقة الوطنية في تلك الفترة رواية وطنية بعنوان (( عبد الرحمن الناصر )) إلا أن هذه الفرقة غيرت إسم الرواية إلى (( غرام الملوك )) فوافق عليها الإيطاليون . و قوبلت هذه المسرحية بحماس بالغ من قبل الجمهور مما أثار دهشة رجال السلطات بما حدث فقررت الحكومة وجوب ترجمة الروايات باللغة الإيطالية قبل عرضها ، ولما أُعلنت الحرب العالمية الثانية عام 1939 كان ذلك سبباً في وقوف عمل الفرقة في تلك الآونة ثم تكونت فرقة جديدة برئاسة الأستاذ " منير وهبة " عام 1943 و سميت بإسم جمعية النهضة الطرابلسية للتمثيل و الموسيقى ثم أفشلها الإستعمار فخرجت تحت إسم جديد هو – نادي العمال – و ألحقت به فرقة مسرحية و قدمت أول رواية بإسم (( ناكرة الجميل )) ثم تلتها رواية (( غرام و انتقام )) و قد حضر الحاكم الإنجليزي هذا العرض و أعجب به و في سنة 1951 تكونت الفرقة القومية ثم فرقة الأمل ثم تكونت فرقة – النجم الفضي – بمدينة مصراتة و في عام 1960 تكونت فرقة - النادي الأهلي - بسببها و فرقة - نادي الموظفين - و الفرقة الشعبية ، ثم تطور الأداء المسرحي شيئاً فشيئاً ليبلغ لأعلى مستوياته بعد قيام الثورة و كثر عدد الفرق المسرحية و المسارح في كل مدينة من مدن ليبيا و شاركت هذه الفرق في مهرجانات عالمية و حصلت على نتائج طيبة بالإضافة إلى إنتظام المسرح الليبي كل عام مما أدى إلى ظهور مواهب جديدة و تكوّن عدد من الفرق المسرحية الواعدة التي إستطاعت أن تقوم بدور واعد لرفع مستوى الوعيالإجتماعي و الثقافة.

شكرا

شكرا لك على هذه المعلومات القيمه لتاريخ المسرح الليبى
تقبل مرورى المتواضع

» من ملاحم الجهاد الليبي
» أمثال وحكم من التراث الشعبي الليبي
» تاريخ الكعب العالي
» حديث الشوق فى تاريخ قلب
» يامن كان تاريخ ميلادى يوم لقياك