خواطر فى غرفة العمليات

لا زلت أذكر وأنا طفله صغيره
دخلت المستشفى من جراء برد أصابني
مضت سنين طويله
وها أنا ذا أزورها من جديد..
بعد إجراء فحص شامل تم أخذ موعد للعمليه
وقبلها بيوم جلست مده تزيد عن ساعه مع الطبيب الجراح
في الليله التى سبقت الموعد..
نمت نوما هادئا لم أفكر في شيء مطلقا
ومع أذان الفجر استيقظت
وتردد صداه داخلي هز كياني
طرقني هاجس تغير هدوئي
لا أعرف ماذا جرى لي !!
العمليه صعبه
ربما هذه آخر أيامي في الحياه
ربما هذا آخر آذان أسمعه
وأخذت تتجاذبني الهواجس من كل جانب
كنت أقول لنفسي سأغلق عيني الآن ربما أفيق غدا وكل شيء انتهى
في اليوم التالي
جالسه بسكينه بين أهلي وأحبتي
حتى سمعت صوت الهاتف
عند الساعة الخامسه هاتفنا الطبيب
تستطيعون المجيء الآن ...
والدي يشير لي حان الموعد
كل شيء حدث بسرعه
ودعت أحبتي
توضأت وصليت ركعتين
عباءتي في يدي
انتظر والدي عند باب المنزل
ركبنا على عجل
الطريق طويل ويزداد طولا
ازدحام ممل قاتل
أمي تدعو لي
اخواتي الصغار بقربي يسألونها إلى أين نذهب؟؟
مررنا في طريقنا على المقبره
قلت في نفسي قد ادخلك اليوم قد استعمر قبرا فيك
وصلنا
دخلت من الباب الخارجي للمستشفى هذا مريض يتأوه وهذا مصاب بحادث سياره وهذا
عيناه غائرتان لاتدري من اهل الدنيا ام من اهل الاخره ...
صعدت على السلم بخطوات متثاقله فالألم يزلزلني ولم أعد أستطيع الوقوف
الطبيب يقف في أخر الممريشير إلي تفضلي اجلسي بالغرفه
وحيده انتظر
سمعت صوت خطوات مع كل خطوه
أسمع دقة قلبي تخفق بروحي
أخذ يقترب ويقترب ..
تجمعت في رأسي كل الذكريات
تجمهرت أصوات المحبين
وهمسات الأصدقاء
ونداءات أخوتي
ودعوات أحبتي
توجهت إلى الله بالدعاء
على السرير ممدده والغرفة البيضاء ترعبني
معدات وأجهزه طبيه حولي
أدوات الجراحه كالكابوس متى أفيق من هذا الرعب ؟؟
اجتمع الأطباء أراقبهم يتحاورون وأبي هناك معهم
ماذا ياترا يقولون؟؟
وسط زحام الأطباء وعبر النافذه الصغيره في باب الغرفه
أرى عيون أخوتي وأمي بجوارهم
بعد دقيقتين سمح لأمي بالدخول لم تستطع اخفاء دموعها
ضمتني إلى صدرها وقبلت رأسها
طلبت منها البقاء قربي يا الله ما أجمل رائحة الأمهات
تذكرت أني أغضبتها يوما قلت لها
بصوت مودعه تخنقها عبرة الخوف أرجوك رضاك
تساقطت دموعي وهي تضغط على يدي الضعيفه وتقبلها بقوه
كانت جالسه على السرير ولامست ساقي أبعدتها عنها بفزع
تذكرت (والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق)
أقبل أخي نحوي يمازحني كعادته يعرف كيف يضحكني
شعرت بالراحة لوجوده بقربي
قلت لهم أستودعكم الله ادعو لي ربما استقبل اول ايام الاخره
سفري بعيد وزادي قليل
لم أع أين أنا
استمرت عيناي بالبكاء أبي خائف علي
لم يتعود هذا البكاء مني ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ساد صمت في الغرفه
أحداث سريعه
كثر القادمون اختلطت الاصوات شيء واحد عرفته
حان موعد العمليه
لم أعد أميز من جاء ولا ماذا قالو
خرجو من الغرفه وبدأت الرحله
لم يكن هناك متسع للتفكير
تجاذبتني الخواطر قطع تفكيري الطبيب
جاهزه؟؟
استقبلتني الممرضات مبتسمات فأبشرت خيرا
قلت له لا إله إلا الله
لكنه لاحظ إضطرابي وقلقي وربما كان يتوقع ذلك فقد كان يحمل بيده إبرة المنوم
سلمت يدي وأنا أعلم أنني أسلم جسدي للجراح ..
ربما أقف على قدمي
وربما أتهاوى!!!
ربما أعود للحياة من جديد
وربما أحمل على الأكتاف !!
معرفتي بكل التفاصيل هي التي جعلتني أرى الحياة هنيه ورخيصه
غفوت بعد لحظات
لم ألمح سوى أنوار الغرفه تبتعد ثم اختفى كل شيء ..
علمت فيما بعد أن الجراح عمل لمدة خمس ساعات متواصله
وأني بقيت تحت التخدير مدة ثلاث أيام غائبه عن الوعي ..
عندما استيقظت
بدأت أتنفس بقوه حتى أتأكد أني على قيد الحياة
فتحت عيني ونظرت حولي سمعت دقات قلبي
ألم يطعن في جسدي كسكين تغرز بعظامي
من التعب والإرهاق غفوت ..
بعد ساعه أو ساعتين
أمسكت يد أخي وهو نائم بجوار سريري
سألته ..
هل انتهى كل شيء ؟
نظر إلي وابتسم..ارتاحي
منعت عن الحراك والجلوس كنت أصلي إياماءا
أيام صعبه إلا أنها مرت بعد انتظار طويـــــــل
ما أطول غد وبعد غد شعور الملل يقتلني
إلا أن وجود أهلي قربي خفف عني وحدتي
ومضت الأيام ...
أقبل والدي يحمل معه أوراقي
بدأت أرتجف أما قلبي نبضات سريعه.... وخفقات قويه
ورغم التعرق الشديد والنفس المتلاحق
بشرني الحمد لله
لم أدعه يكمل
أقرا مره أخرى ... وأتأكد من الأوراق
أقبلت أمي ..
لا حظت أني مجهده والفرحه تعلوني وأي فرحه ...
سألتني مابك؟
أوراق في يدي تحكي كل شيء ..
عقب أخي بعتاب سعيده ولا تبشرنا لماذا!! ..
قلت له تعلمت من الحياة
ابن آدم ضعيف ولكنه جبار مستكبر
يسقطه رغم غروره وكبريائه مرض صغير لا يرى
يخاف الموت ولا يعمل له
يفرح بالصحه والعافيه ولا يستفيد منها
تمر الأحداث وتنزل النوازل وهو في أمر آخر
أما أنا فقد بعثت من جديد..
خرجت من المستشفى
رحلت حيث منزلنا هناك
السكينه والإطمئنان ...
هذه غرفتي تغيرت علي كثيرا ما اجملها تفوح برائحة الزهور
هذه سجادتي ومصحفي و سريري
الله أكبر
الله أكبر
هاهو أذان الفجر قد ارتفع
ولكن ما أعذبه هذه المره
احسست بالطمأنينه وأنا أردد ما يقوله المؤذن
لففت ردائي أصلي واقفه على قدمي من جديد
كل يوم آخذ في مراجعة نفسي
أتذكر تلك اللحظات التى انهمرت فيها دموعي وأنا على سرير الموت
كيف سأواجه الله وبماذا ؟
حمدت الله أنني عدت للحياة..
منقول

شكرا البرنس روايه معبره

شكرا على مرورك اخى امير

حلووووووووووووووووووووووووووووووووووووووة
بجد قصة تهبل خواطر فى غرفة العمليات Image-of-yellow-roses

شكرا حلوه اتهبل

سرنى مروركم واسعدتنى ردودكم

راائع
مشكووووور

» لماذا يلبس الطبيب اللون الاخضر فى غرفة العمليات؟
» كيف تجعلين زوجك يعشق غرفة نومك":
» غرف نوم حمراء - غرفة نوم باللون الأحمر - مفارش سرير نوم باللون الاحمر
» خواطر
» خواطر فتاتى