عندما نلتقى من جديد":":":":

حينما تمضي الأيام والسنون... وتتشعب بنا المفارق والطرق.... وتبعدنا عمن نحب ونألف... فإنها لا بد أن تجمعنا يوما.... تجمعنا مهما طالت أو بعدت....
ولكن ذلك عندها لن يكون مهما... المهم هو كيف تجمعنا؟؟؟ كيف هي النفوس عندما نلتقي من جديد؟؟؟...
هل نلتقي بنفس الروح التي افترقنا بها؟؟؟... وهل يكون الحب والشوق ذاته؟؟؟... أم أن المشاعر تغيرت وبردت؟؟؟...
من المؤكد أنها اختلفت... وإلا لم التقينا لقاء الغرباء؟؟؟... وتصافحنا كأننا نتصافح لأول مرة.... وكأننا لم نمض يوما تحت المطر... نكتب قصة صداقة... تشابكت فيها القلوب قبل أن تتشابك الأيدي...
لو أن المشاعر فعلا لم تختلف... لما احتجنا أن نتكلم كل ذاك الكم الهائل من الكلمات لنعرف نشرتنا النفسية... والتي نعلن فيها -كذبا- أننا بخير... ولكان يكفينا كلمتان ونظرتان لنقرأ صفحات من الأشواق...
ولو أن النفوس حقا كما هي... لما احتلتنا هذه المساحة الشاسعة من الصمت... ولما أخذنا في البحث عن موضوع ما للحديث... ولو ان النفوس عادت كما ذهبت لكنا الآن نثرثر بأحاديث لا تنتهي... تتسابق منا الكلمات تسبقها الضحكات...
فعلا نحن لم نعد نحن... وما كان كأنه ما كان.... قد تشعرين أنه محض لهو أطفال.... أو أنه كان مغامرة من مغامرات الصبا...
لكنه من المؤكد -بالنسبة لي على الأقل- لم يكن كذلك... كان صرحا من المحبة بنيناه معا... وللأسف هدمناه معا...
وعلى الرغم من كل ذلك بقي الأساس محفورا لدي... والأعمدة عندي ما زالت قائمة...
أما أنت... فأينك من كل ذاك.. لا أدري....
كم تمنيت ان أستطيع أن أسكن أحدأ مكانك... أو أن أشغل ذاك الفراغ الهائل الذي خلفتيه وراءك... لكنني لم أستطع...
أقولها صراحة... لم أستطع.... ولن أستطيع... لأنني أصلا لا أريد أن استطع ان ارحل عنك بعيد
لااريد ان ابقى طول عمرى وحيد
....