قصة ... وآية عندما حلّ المساء وألقى الليل ظلامه على ربوع مكة وبدت جبالها الشامخة للقادم كأنها أشباح مخيفة .. كانت الفتاة القرشية الشابة ذات الشرف الرفيع والمكانة الغالية في قومها قد حسمت أمرها متجهة إلى دار الهجرة .. إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
لم يخيفها الظلام .. فقد كان نور الإيمان والقلب مفعم بحب الله ورسوله ودين الإسلام قادران على أن يبددا كل ظلمة .
لم يخيفها بطش قومها .. فقد كانت تملك شجاعة وجرأة نادرتين .
لم يثبط همتها للهجرة أنها امرأة .. فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في العمل والجزاء .
لم تفكر كيف تقطع الطريق الطويل وحدها .. فجعلت التوكل على الله رفيقها فكفاها الله وعثاء السفر ورزقها بأحد المسلمين من قبيلة جزاعة قام على حراستها حتى وصلت إلى رسول الله آمنة مطمئنة .
وهكذا كانت أم كلثوم بنت عتبة أول من هاجر من النساء ولم يعرف التاريخ أن قرشية خرجت من أبويها مسلمة مهاجرة على الله ورسوله قبلها ، لكن أخويها الوليد وعمارة قد انطلقا وراءها حتى أدركاها بالمدينة وقد كان ذلك بعد صلح الحديبية ، وكان من شورط الصلح أن يرد النبي كل من هاجر إليه مسلما إلى مكة ويسلمه للمشركين .
ولكن الله أنزل هذه الآية في أم كلثوم وغيرها من النساء المهاجرات من بعد ، قال تعالى : " يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار .... " )) وعندها قال الرسول صلى الله عليه وسلّم والله ما أخرجكن إلى حب الله ورسول الله والإسلام وما خرجتن لزوج ولا مال .
فانظري أختاه إلى صنيع واحدة من نساء المسلمات الأوليات وكيف ضحّت بنفسها من أجل دينها .. وكيف كان حبها لله ورسوله ولدينها أقوى عندها من كل شيء ..
ما أريده ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
اسألي نفسك : هل تحبين الله ورسوله ودينك بصدق
فإذا كان الجواب بنعم ، فاحمدي الله وابحثي في نفسك عن دلائل هذا الحب . وإن كان الجواب غير ذلك ، فاعلمي أن الفرصة لا زالت سانحة فلا تضيعيها .. فإن الجنة غالية تستحق أن نعمل لها وإن البداية مع قول الله تعالى : (( " قل إن كنتم تحبون الله ورسوله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " )) .
التوقيع |
تعصي الاله وأنت تظهر حبه *** هذا محالٌ في القياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحبَّ لمن يحبُّ مطيع |