قصة اعجبتنى":":":":"

كان بالكوفة فتى جميل شديد التعبد والإجتهاد نزل فى جوار قوم من النخع فنظر إلى جارية جميلة فهويها وهام بها عقله ونزل بها ما نزل به فأرسل يخطبها من ابيها فقال له أنها مسماة لابن عم لها.
فلما أشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية:
قد بلغنى شدة محبتك لى وقد اشتد بلائى بك فإن شأت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتينى.
فقال للرسول أخاف نارا لا يخبو سعيرها.
فلما علمت الجارية ما قاله الفتى قالت :
وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله.والله ما أحد احق بهذا من أخد وإن العباد فيه لمشتركون.
ثم انخلعت من الدنيا وجعلت تتعبد, وهى مع هذا تذوب وتنحل حبا للفتى حتى ماتت شوقا إليه.
فكان يأتى قبرها ويدعو لها فغلبته عيناه فرآها فى منامه على أحسن حال فقال كيف أنت؟ وما لقيت بعدى؟ فقالت:
نعم المحبة يا سؤلى محبتكم حب يقود إلى خير وإحسان
فقال على ذلك الى ما صرت؟
إلىنعيم وعيش لا زوال له فى جنة الخلد ملك ليس بفانى
قال لها اذكرينى هناك,فإنى لست أنسااك,فقالت ولا أنا والله أنساك ,ولقد سألت مولاى ومولاك فأعنى على نفسك بالاجتهاد,ثم ولت مدبرة ,فقال لها متى أراك؟ قالت ستأتينا قريب.
فلم يلبث الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال.